2009-05-20

سيرة ذاتية جدا : بلاهدف .. بحثا عن الفكرة

من 10 دقائق أو يزيدون .. أديت صلاة الفجر ..
لا يزال ينتظرني الكثير من العمل على ( الكمبيوتر الدفتري ) الشهير باللاب توب ، أكثر من 15 ساعة متواصلة .. تخللتها الكثيييير من الأوقات المستقطعة .. للطعام أو شرب الشاي أو الصلاة ، أو التفكر في القليل من الواقع .. والكثير من الميتافيزيقا ، لست أدري بالتحديد أين يوجد مركز توليد الأفكار في المخ ، محور الأفكار المركزي لدى الإنسان .. أين يبدأ واين ينتهي ؟
.حتى لا تصاب/ ـي بالملل أو السخط ، سأخبرك أني لا أنتظر تعليقا أو تفاعلا منك عزيز القارئ غير المتلهف ولو شعرت أن ما أكتبه هو من قبيل التخريف أو الهرطقة أو ( مخاوية غير مركزية الأطراف ) أرجوك .. وقتك أثمن مما تظن .. قم فمارس عملا مفيدا .. أفضل من جلستك هذه وأنت تقرأ كلام سخيف خاوي المعنى والمضمون والقيمة.
لماذا أكتب هذا .. لست أدري
ربما أعرفه إني في لحظة تذكرت آمالي ، وأصابني الخوف من أن يقصر الأجل فلا يطاول الأمل ، أو أن يقل الجهد فيعجز عن الطلب ........... حد فاهم حاجة ؟
ما الذي ذكرني .. لست أدري
ربما يكون سماعي للموسيقى التصويرية لفيلم ( آلام المسيح ) .. هذه الموسيقى بالذات أشعر عند سماعها بهبوط شديد في الدورة الدموية ، يليه إرتفاع أشد في إفراز الأدرينالين في الجسم ثم بعد ذلك تنتابني رغبة شديدة في البكاء بشكل هستيري ، يرحل كل هذا ولا يبقى إلا العزم على العمل المتواصل من أجل النجاح.
ولكن .. هل يا ترى .. فيه واحد مزيكتاوي نضيف في عالمنا العربي زي جون دبني ؟
عزيزي القارئ غير المتهلف ( غالبا انت بتسب لي دلوقتي ) .. هل تتذكر أحلامك الطفولية ؟
عندما كانت تروادك رغبة في أن تكون ( ماهر ) وقاعد فوق دماغ مازنجر .. وبجوارك الحسناء أفروديت ، أو عندما كنت تنزوي بنفسك في ركن قصي من البيت وتتخيل نفسك أدهم صبري في مواجهته المليون مع سونيا جراهام بكل خبثها ومكرها وجمالها ، أنت الآن في مواجهة عشرة من الأقوياء الأشداء ، إلا أن هذا لا يحرك شعرة واحدة في رأسك ، وفي جزء على جزء من الثانية انطلقت يدك لتحطم فك الأول ، وقدمك لتغوص في معدة الثاني ثم قمت بالدوران بشكل بهلواني لتهوي بقبضتك فتحطم عنق الثالث ، وبشكل تلقائي يتهاوي الرجال الثمانية الباقيين خوفا وهلعا منك ، و فجأة يتوقف هذا المشهد البانورامي على إثر النظرات التي أمسكت بك في وضع غير لائق من قبل أمك أو أبوك أو أختك الكبيرة أو أي حد مالوش لازمة .
أتذكر أحلامك عندما ازدادت رشدا ، فكنت دائما ما تغلق على نفسك باب غرفتك وتمسك بالورقة والقلم .. وتبدأ في تسطير فرماناتك واجبة التنفيذ ، كيف لا وأنت الآن خليفة المسلمين ( ده وانت في اودتك طبعا ) أنت الآن الآمر المطاع .. سليل المجد والحسب .. القائم بأمر الله وعلى أمر الله ... مولانا فلان بن فلان الناصري .أتتذكر ؟؟ كثيرا ما سألت نفسك : لماذا الناصري بالذات ؟ .. ربما لكون الاسم بعيد عن أسماء البطون المعروفة لك وقتها ، فلا هو شلبي ( يعني شاب مظبط نفسه ) ولا هو قطان ( مش عارف معنى قطان الصراحة بس ده اسم عيلة الحاجة والدتي ) بمعنى أنك إذا اتخدته لقبا تعريفيا لدولتك مترامية الأطراف بشكل غبي ( كانت حدودها تمتد من أقاصي شرق الصين وحتى بحر الظلمات أو زي ما بيسموه دلوقتي المحيط الأطلسي ، ومن وسط أفريقيا جنوبا وحتى جبال الألب في فرنسا شمالا ) لن يستطيع أحد أن ينازعك الاسم أو اللقب .. الدولة الناصرية .. اسم له ايقاع قوي ومهيب وبسيط في ذات الوقت ، بعد ذلك اكتشفت ان هذا الاسم قد عاف الزمن على استخدامه ولعل ولعك به كان يرتبط بحبك للخليفة عبد الرحمن الناصر في الأندلس.
ازدادت أحلامك رشدا .. وارتديت زي المدنية الحديثة ، فلا الخلافة وقتها ولا الدولة آوانها .. تبخرت أحلام الهند والصين وموزمبيق ، واكتفيت بوطنك ، أن تكون رئيسا لمصر ، فكرة تستهويك حقا ، عرفت عن الأحزاب أكثر من 20 حزبا .. وكما أن كل الطرق تؤدي إلى روما .. فكل الأحزاب تؤدي إلى قصر الرئاسة ، ما أسهل أن تلتحق بكلية ( السياسة والعلوم الاقتصادية ) .. أرجوك لا تقل ( سياسة واقتصاد ) ثم تتبع ذلك ببطاقة عضوية في أي حزب معارض ( عمل .. وفد ..الخ ) إلا الإخوان ابعد عن ( المحظور ) وغنيله ، وعندما يحين الوقت ، هووووب ، تجد نفسك في العروبة .. مستلهما رؤية ابن الخطاب في الحكم الرشيد .. ايضا ستلغي وزارة الإعلام .. فهي أحد مظاهر الدولة الشمولية.
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. لا تذكر بالتحديد لماذا أصاب هذا الحلم الانقطاع ، لكنك تذكر كيف استبد بك اليأس .. فلجأت إلى النكتة المميتة ، أمسكت الورقة و القلم أيضا ، وبدأت في خط هيكل لتنظيمك الجهادي الإرهابي العالمي ، الذي سيقلب المعادلة ويغير الموازين ، أنشت تنظيما متكاملا على نصف ورقة دفتر مدرسي ، أتذكر يوم أريتها لوالدك .. ارتسمت على وجهه تعبيرات الفزع ( الواد ده بيصاحب مين ؟؟ ) أخذها منك ، ولعله أخذها .. وحرقها .. ثم نسفها في اليم نسفا .. كيف لا .. فمن الممكن أن يجلب له هذا العبث الصبياني مصايب توديه هو ومراته وولاده وكل العيلة في ستين داهية.
أصبحت بعدها بلا معنى .. هنا .. لليسار در ، أفكار ماركس عن طبقة العمال الكادحة ، صحيح لم تتعمق في الفكر الاشتراكي ، لكن استهوتك فكرة ( الرأسمالية العفنة التي تقتات دماء الشعوب ) أصبحت ترى مظاهر هذه العفونة الرأسمالية في كل ما حولك ، فسيارة العائلة عفونة رأسمالية ، المشروبات الغازية ترف إمبريالي حقير ، أصبح تواضع الحاجة الوالدة في النفقات أمام الإنفاق العادي بتاع الحاج الوالد هو رمز لصراع قوى البشرية الكادحة ضد الرأسمالية التي تمتص عافية الشعوب ، كثيرا ما قمت ثائرا وخاطبا وواعظا ، أتذكر كم المشاكل التي أثرتها والسبب في هذا سؤال الحاجة الرتيب : عايزين تاكلوا ايه بكرة ؟؟
ثم بعدها خرجت من ظلمات الاشتراكية ... إلى المنطقة الوسط .. سأذكرها لك .. ولكن .. أنتهي أولا من العمل على ( الكمبيوتر الدفتري ) الشهير باللاب توب .. الذي أعمل عليه منذ 14 ساعة متواصلة.
وشكلهم مش هيخلصوا

هناك 3 تعليقات:

سراج الثالث يقول...

معتقدش تعرفني... لفة طويلة أساسا على ما وصلت هنا...
أنا كملت للآخر أهو يا باشا :)

بجد حاجة وسخة الأحلام الي بتتقتل جوانا دي... أنا فعلا مريت بكل المراحل الي قلت عليها دي... بس لسا جوايا حلم، مش عارف ممكن يتحقق امتى، بس عندي أمل حتى لو ملحقتش انا أشوفه يبقا في الجيل الي جاي

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقي انما على المدونة كاملة وعلى شخصك الذي اتضح من كتاباتك.
أولاً:حفظك الله لديك حس إبداعي ربما يجب أن يكون متوافراً للمخرجين.
كتاباتك معناها الحقيقي بين السطور وهو ربما ما قصدته،وهمومك ظاهرة فيها لكن قلمك فياض وبه الكثير المفيد .
عموماً:مدونتك غاية في الجمال فرج الله همك وأعانك مع مجموعتك جنان
لو اتفاجئت ان أنا عارفة فممكن تخفف عليك شوية إني عارفك إنت وأسرتك كاملة يا طالب الإعلام
ربنا يوفقك وللأمام ان شاء الله

مدونة وظفني يقول...

مقال روعة