2007-10-24

اليوم .. وغدا


"بحثا عن كيفية المسير في وحشة الطريق .. نسمعها فتزداد الطمأنينة .. انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"
***
طريق العمل لدين الله واسع لاحب تعترضه معوقات على مستوى الفكر والتنظير ، وعلى مستوى العمل الحركي ، لكن أشد هذه المعوقات هي التي يتعرض لها الفرد العامل لهذا الدين " او كما يحسب نفسه : فردا عاملا لهذا الدين
ذلك انها تخترق الفرد نفسه - والذي يمثل لب الكيان المتحرك السائر في طريق النهضة المنظر لمفردات الفكر والمحرك لأذرع العمل
إلا أن هذه المعوقات هي تحصيل حال " لأن الفرد إنسان " وهي من لوازم الشئ لأنه : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ
يكون الإشكال هنا عن كيفية التعامل مع البلاء .. أو فلنقل التمحيص والاختبار وصقل التجارب وتجلية القلوب
***
وصولا الى مرحلة .. وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي
بحكم المعرفة والتجربة ... فإن التجربة الإنسانية تظل قاصرة .. والشخصية الإنسانية على طبيعتها ضعيفة الحيلة ، لذا كان من المحتم أن يصيبها من عمق التربية الإلهية النصيب الكبير خاصة لأصحاب القيم والتجارب والأفكار وصناع التغيير
لكن قبل أن يلقي الله بحبل معرفته إليهم لابد من خوض غمار التجربة والخطأ .. وإصلاح الخطأ والخطأ مرة أخرى ثم إصلاح الخطأ ، والخطأ مرة ثالثة ثم إصلاح الخطأ ، ثم القيام من كل كبوة وقد وعت النفس وأدرك العقل الجديد من المفهوم والمعلومة والتجربة والحكمة
ثم بعد ذلك وبفضل من الله تأتي - لا أقول لحظة الجلاء والكشف - ولكن لحظة اتضاح الطريق وتجنب الكثير من مواضع الخطأ وحث الخطى ، وقتها ترى العامل لهذه الأمة وقد نضج عقله وقويت همته
وساد مفهوم المنطق على مفهوم الحماسة والعاطفة وتقديم الأولويات وترتيبها .. وقتها تراه وقد صنع على عين خالقه وبارئه
***
لكن .. وقليل ما هم
لكن أبشع الأخطاء وأشنعها هو الظن الخاطئ انك على طريق الصواب في حين انك قد تكون على طريق الاستدراج وهنا يلبي هذا الدعاء حاجة كل ملتاع متشوق للمعرفة الخائف من " ويحسبون أنهم مهتدون " خوفا من الوقوع البطئ أو الردة للخلف .. اللهم ارني الحق حقا وارزقني إتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه
***
بعض من التلبيس
فتحت طاقة القدر وهطلت أمطار الواجبات والأعمال والحركة فتقبلها ظهر احدهم بسرور ... ناء الحمل فاشتد العود ومع ازدياد الحمل يزداد العودة شدة ... لكن احتمل السيل زبدا رابيا أو احتمل الظهر زبدا رابيا حتى ثقل الحمل ونقض الظهر وفاق الاحتمال .. أو هكذا زين له الشيطان .. أو هكذا ظن بنفسه .. أو هكذا تفاعلت الأحداث والمواقف والظرف النفسي مع مستوى علاقته بربه مع الحمل ... فانهار
كان السؤال وقتها : أين الخطأ ... هل لأنه " من تلبيس إبليس على ابن ادم أن يفتح له سبعين بابا من أبواب الخير فلا يدري في أي باب يسلك " .. أم أن العود لا يزال في مرحلة الاستواء .. أم أن منحنى العلاقة مع الله في هبوط أم أن ..... الخ
***
استغفر الله
ختاما ... استغفر الله
استغفر الله على كل تقاعس وتراجع وتهرب من مسؤولية
استغفر الله على كل لحظة يأس وخمول وكسل
استغفر الله على كل دمعة نزلت لم يصاحبها إصرار على النهوض
استغفر الله على قسوة نفسي
استغفر الله على شدة قلبي
استغفر الله على لحظة قنوط من رحمته وسعة فضله
استغفر الله على كل زبد انقضت به ظهري
استغفر الله على كل موقف لم أري الله فيه من نفسي خيرا
استغفر الله عن كل لحظة غفل فيها عقلي وقلبي عن هدفه ورؤيته
استغفر الله على كل وعد لم يصاحبه وفاء وكل واجب لم يصاحبه إتمام له
استغفر الله على محاولتي لمجابهة سنته .. ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
" سيهديهم ويصلح بالهم ، ويدخلهم الجنة عرفها لهم
"
***
قريبا استئنافا للتدوين
عم هبش تعيش وتشتري .. أجزاء
عن شبابه ... وجرايده