2007-07-29

الأولمبياد على ضفاف القناة




هناك ... على ضفاف القناة ... وفي قلب القرية الأولميبة ... دارت رحى غزوة كلامية بين شباب قرروا أن يستمتعوا بالرحلة ... لكن .. الشيطان شااااطر
***
- نظرية لسرية بعض المعلومات ... فلن يتم سرد كل التفاصيل .. إذا أنها تندرج تحت بند سري للغاية -

***

"خلاص اتفقنا .. الساعة 8 إلا ربع قدام مسجد الفتح ... مش عايزين تأخير يا أبو حميد "
" يا باشا عيب عليك .. هو يعني الواحد بيطلع الاسماعيلية كل يوم ... متقلقش ... ياااه .. الواحد بقاله زمان ...."
"اتفقنا يللا سلام ... "

***

الطريق الى البيت .. عطر وزي الفل ... يرسم ذهني تصورات وخيالات لما يمكن أن يكون عليه اليوم غدا ... حلاه وحليلها .. والله اكبر ... كم في الرحلات من عجب ... كورة وحمام سباحة – بين قوسين "بسين" – وبين قوسين تانيين " مسبح
وصلت هذا الشئ اللي من المفترض ان اسمه يكون "الشقة" ... ظبط المنبه ... نفضت السرير .. وذهبت في رحلة مع الملائكة بس من غير رز بلبن
***

تك .. تك .. تك .. تك ...
الساعة 5 .. الساعة 6 .. الساعة 7 .. الساعة 8 ... 8 وربع ... صلاة الفجر ضاعت .. الساعة 8 و20 دقيقة .. يرن المحمول ..ابص ع الرقم .... نهار ابيض ده هو ..

" الو ... "
" ايه يا عم .. انت فين ... ؟ "
" خلاص يا بني .. انا نازل اهو ... بس بالراحة ... ؟
" نهارك منيل بستين نيلة ... هو انت لسه منزلتش من البيت ... يللا يا بني آدم "
" طيب خلاص ... انا جاي"

***
خخخخخخخخخ
مضت ربع ساعة .. واحد تاني يصحيني ..
"انت يا بني ادم ..... انت فين"
"خلاص ... كلها نصف ساعة ...."
"انت ....... ، وعمرك ما هتتعدل "


***

يمر الزمن ... وبعد رحلة عسيرة في شوارع القاهرة .... اصل الى محطة السوبر جيت الساعة الان الـ 10 والنصف
بعد لائحة التقريع والعذل واللوم ، امتطينا صهوة الباص ... وانطلقنا الى الاسماعيلية


***

الطريق الى القرية الاولمبية

تمضي سويعات الزمن ويمضي من ورائها المهاجرون الى اللعب .... في الطريق الى غزوة القرية الاولمبية استحضرنا نوايا اخواننا غزاة غزوتي " مانهاتن ونيويورك" ... الى ديار الذين ظلموا انفسهم ... إخواني.. لا تغرنكم الدنيا ومباهج الحياة الفاسدة .... اذا ما دخلت عليهم الباب فكبر .. فاذا تراءى لك احد الطغاة .. فلتحمل عليه حملة رجل واحد ولتضع الكورة في الجوون !! ... بعد الاعداد للغزة المباركة .. امضوا هم الليلة في القيام وتلاوة القرآن .. وامضيتها انا في النوم .. وامضاها اخرون في التخلف .. يعني المخلفون عن الغزوة ... بعدها اوصانا الاخ ابو فلحصة بأن اذا ما وقفنا أما نقاط التفتيش بتاعة الجيش .. اللي بتحرس القناة بطولها .. اوصانا بان نظبطهم رجاءا ومالا .. طبعا فيما بعد ثبت فشل نظرية المال السياسي .. ونجاح نظرية " الرجاء والترجي
***
الحمد لله .. تجاوزنا البوابات ونقط الحراسة بعد واقعة مباركة اعز الله فيها اهل طاعته .. نحن الان 9 محشورين في سيارة تاكسي .. اثنان منا في الشنطة ... هاهي البوابات ... ايها الجند خذوا عدتكم ومعها خذوا حذركم .. تجاوزنا البوابة .. مهمة صعبة ...تم الاتفاق على المعلوم ... ان نصل الى المسجد لنصلي الظهر .. في الطريق الى المسجد ...ومن بعده الى ملاعب الكرة ومن ثم الى حمام السباحة ... و الحمد لله على كل حال

***
بعد الوصول الى ارض رباط اللعب بدقائق يلحق بنا احد المخلفين ... لعب من لعب .. وزعل من زعل ... وصرخ من صرخ .... ومسك البعض في خناق البعض .... واختلفت القلوب ... وتضاربت الأقوال ... وتزاحمت الكلمات على الألسن .... وساءت الأخلاق وروحنا ومزاجنا منيل بستين نيلة

***
كان الخلاف فكري .. وكان الل يريد ان يثبت شئ ما لنفسه قبل أن يثبته للآخر ..
نقطة النظام هنا : هي حول فلسفة الاختلاف ... هل جميعنا يدرك كنه الاختلاف البش
ري . .. وكما يقال " صوابع ايدك "او رجلك " مش زي بعض ...
أيضا .. " ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين
أن تدرك انك مختلف عن غيرك .. فهذا تميز ...
وان تدرك لماذا انت مختلف عن غيرك فهذا تميز اكبر ...
وان تكون لديك القدرة على استيعاب غيرك فهذا اكبر التميز ..
لكن ان تكون لديك القدرة على استيعاب غيرك – اذا علا شأنه – فهذا فضل منك ...

تصاعدت الأضداد في تلافيف مخي ... لماذا – غالبا – الشعب المصري لا يمكن أن يتم لنفسه حالة هناء .. او سعادة ... دائما ما يضع النظارة السوداء ... يرتدي القبعة السوداء ...
اذا ما اخذنا الامر باعتبار ان ثقافة الشعوب هي المحرك الاساس للسلوك المجتمعي .. فنحن هنا بصدد كارثة ..
مقهور انت ياولدي ... في بيتك ... في مدرستك .. في جامعتك ... في عملك .. في شارعك
***
سؤال : هل هناك ملائكيون يمشون على الارض ؟

نفر لديهم القدرة على الاستيعاب .. والاخذ والرد ... والقدرة على التفاوض وتقديم البدائل وعدم السعي إلى الصدام والتغيير من اجل التغيير وقمع الرأي المخالف في هكذا مجتمع
انا اظن : نعم
لكن ... قليل عددهم
***
لكن مع كل هذا ... الا اني عدت مطرب الوجدان ... سعيد القلب .. وكيف لا .. وقد اشجاني هذا الصوت الكرواني في الميكروباص ... يغني ويقول
الخيار الخيار الخيار .. اخضر .. مخلل ... تربن تن تن .. تربن تن تن

2007-07-04

حكاية المملكة الأخيرة


نظرت (عائشة الحرة ) إلى ولدها (أبي عبد الله الصغير) ، سمعا معا صهيل الخيل
فوق الهضبة والتي سميت فيما بعد بـ (هضبة زفرة العربي الاخيرة ) ، نزلت على
إثر تنهداتها ، دمع من عيني ولدها .. الأمير المخلوع (أبو عبد الله) ..حيث صار
عزاؤه هو البكاء ... حينها .. نظرت إليه أمه ... قالت له : نعم .. ابكي .. ابكي
كالنساء ملكا مضاعا .. لم تحافظ عليه كالرجال ... كانت قطرات الدموع هذه
هي آخر عهد المسلمين بالاندلس .. وآخر عهد أبي عبد الله نفسه بهذه البلاد
بلاد الفردوس المفقود


ما القصة؟

وصل الفاتح العربي المسلم (عقبة بن نافع ) إلى المحيط الأطلنطي غربا
بعد أن قام بفتح بلاد المغرب كاملة ... وتم الأمر للدولة الأموية في شمال
أفريقيا ... هذا ما كان يحدث في الجانب الشرقي .. أما في الشط الأخر
فكان الامر مختلفا وعلى النقيض
كانت بلاد الاندلس تسمى في ذلك الوقت بـ "جزيرة ايبريا" او "بلاد
القوط" ..حيث كان يحكمهم قوم من البربر تمكنوا من حكم البلاد
ظلما وقهرا

ثم؟؟


لم يجد اهل الاندلس بدا الا ان يستنجدوا بالمسلمين ... وبناء على اتفاق
بين موسى بن نصير حاكم المغرب وبين الورثة الشرعيين للعرش
الاندلسي .. ارسل موسى برسالة الى خليفة المسلمين في ذلك الوقت
الوليد بن عبد الملك يستأذنه في أن يخوض البحر فيفتح الاندلس
فكان رد الوليد :استعن بالله ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الاهوال


فماذا حدث؟؟


ببضعة آلاف من المسلمين ... خاضوا البحر وفتحوا الاندلس
فتحوا حاضرة الدنيا وشاغلة الناس
فتحوا زاهرة المدن واميرة المدائن
فتحوا بوابات العلم ومنارات الهدى
وقتها .. ووقتها فقط
علمت اوروبا معنى العلم والنور
معنى النظافة والرقي
معنى للحياة ومعنى للمشاعر

وكانوا هم
وقتها فقط سمعت أمثالهم وعرفت أخبارهم
أراهم ويراهم من هو مثلي ويراهم كل حالم في دنياه
ارى طارق بن زياد ممتشقا سيفه وغرته تسطع بيضاء ناصع
أرى عبد الرحمن الغافقي معتليا صهوة الجواد .. يلمع على وقع خيله بلاط الشهدا
أراه .. وكل يوم أجدد ذكراه ... عبد الرحمن الداخل ... رصافته "قصره" تبدو
من بعيد وقد زينت للناظرين
أرى "زهراء" عبد الرحمن الناصر .. والزهراء هي مدينة شيدها الناصر قرب قرطبة
من روعة ما ذكر عنها من اخبار ظن الناس انها خيالية مثل قارة اتنلانتس
الا انهم قد اكتشفوا بقاياها


أراه الآن .. محمد بن أبي عامر .. الحاجب المنصور .. صاحب
راية العز المنسية
............

عبد الرحمن الاوسط
يوسف بن تاشفي
المعتمد بن عباد
نصر الاحمر
الزهراوي
ابن ميمون
ابن رشد
لسان الدين الخطيب
ابن زيدون

........

أرى قرطبة ... غرناطة ... بلنسية .. شاطبة
مرسية ... إشبيلية ... جيان ... طليطلة
.......
أراه الآن ... قد لا يعلم الكثيرون اسمه ... فكما قيل
"فكم من عزيز خامل الذكر فينا"
أعرفكم به ... وأعرفه بكم

"موسى بن أبي غسان"



لما عزم أبو عبد الله الصغير على تسليم غرناطة أخر ممالك العرب والمسلمين في
الأندلس .. ووافقه في ذلك الخونة والعملاء وبعض من علماء السلطان .. قام هو
وكان الصوت الوحيد في وجه التخاذل "الاميري" .. كان موسى من نسل الامراء
الفاتحين للاندلس .. وكان قائد الفرسان في مملكة غرناطة ... قام فخطب في الناس
انكم ان تستسلموا اليوم .. لا يرقبوا فيكم الا ولا ذمة غدا ... اياكم والتسليم، وقتها
يتحدث الشيطان بجسد الانسان ... يقوم الملك "أبي عبد الله" فيقول : لا اله الا الله
ولا حول ولا قوة الا به .. قد كتب في اللوح المحفوظ اني شقي وان ملكي يزول
يعم اليأس ... وتزول عزيمة الفرسان ورائهم عزائم الناس ... يسيطر الباطل
على الحق فيجمع الكل على التسليم إلى الاسبان

الا هو .. امتطى صهوة جواده وأخذ عنان فرسه .. أشهر سيفه .. وخرج وحيدا
للقاء الاسبان ... وعلى ضفة نهر .. كان بعض من جنود الملك فرديناند وايزابيلا
يردون الماء .. اذ وجدوه امامهم ... قاتلهم وقاتلوه .. فارس عربي مسلم رفض

التسليم .. تنزل قطرات الدم لتسقي الارض الغرناطية اخر ما يمكن ان تشربه
من عربها ومسلميها ... نعم ... يموت موسى ..اقصد يستشهد .. ويحمله
فرسه .. فلا يجد احد جثمانه حتى الآن

الآن ... لم يبقى في المدينة الا بعض من اراذلها وضعفائها .. ملك ضعيف
ووزراء شربوا من كاس الخيانة حتى الثمالة .. وبعض من علماء الشرطة
نعم .. تسلم غرناطة إلى الملكين ... ويخرج أبو عبد الله إلى المغرب مع أهله
تموت بقعة من الضوء في العالم كانت قد ملأته علما وفنا وحبا وروحا

يرسل أبو البقاء الرندي هذه الكلمات إلى الطرف الاخر من العالم .. تحيا مع
حياة الزمن .. تقول


لكل شئ اذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول
من سره زمن سأته أزمان

..............................

ودي .. حتة من غرناطة .. آخر مملكة


.........
أما دي .. فدي حتت من الأندلس كلها